الصحفي المواطن وائل بن محمود، رفيق مكتبة التراث السعودي، ملأ رفوف مكتبة التراث السعودي برحلة قيمة وتشكيلة فريدة من معالم المدينة المنورة. جمع في جزأين برنامجه الشهير “السيرة الطيبة”، ليسافر عبر الشاشة والكتاب أقدس الأوقات وأطهر الأماكن، ويحلق بعيدًا في فضاء الروحانيات، ويحرك قلوب المسلمين عبر اللمس. العالم كله.
بدأ المؤلف كتابه بإهداء رقيق يحمل في طياته الحب والعدل لوالديه، والوفاء لزملائه في المركز التلفزيوني «فريق قناة الإخبارية». واقتصر نجاح برنامجه الشهير على ضيوفه، دون الالتفات إلى تفرد فكرته وثقافته الملهمة وأدبه العظيم. ويقول في المقدمة: “لم يكن هذا البرنامج ليحظى بالنجاح والقبول لولا كرم العديد من الشخصيات المتخصصة في السيرة النبوية العطرة للظهور فيه”، ثم يستمر بقصة مثيرة تنسج من جديد التاريخ يشكل الهوية ويلتقط القيم، تتدفق الحروف بنقاء لتتحدث عن أكثر من أربعين موضوعًا متنوعًا بما في ذلك “مسجد قباء، جبل أحد، بئر عثمان، سد وادي البطحان، مزرعة سوالة، قصر العروة، باب المدينة، السكة الحديد، الملك عبد العزيز”. “مربع…”، يستجوب باحثون من خلفيات متعددة التاريخ باعتباره ذاكرة جماعية وحية تتداول إرثا لا يمكن الوصول إليه. فالخمول مهما مر من الزمن، يقوض الشوائب والسهو وملء الكتب والمصنفات. ويفضح ضعف بعض الأدلة والروايات، لتصحيح نظرة الجيل إلى تاريخ عريق وتراث مجيد، وإكسابه ثروة معرفية بلغة مرنة لا تعيقها الكلمات الأجنبية وتبحث عن معناها في المعاجم.
المؤلف، شخصية تلفزيونية لامعة، يلتزم بحكمة “النجاة من التأثير”. ستراه يرتدي قبعته الكتابية، حتى لا يخامرك شك أنه ليس له حرفة أخرى غير تلك، لمنهجية أخرى ينخرط فيها في البحث والتحقيق، بموضوعية غير قابلة للنقاش، ليؤكد للجميع أنه عنده يتمتع بأدوات الفكر الصادق النقي، وهو الوصي الأمين على تراثنا الإسلامي العريق. منشوره الوثائقي: “الحفاظ على التراث والمساهمة في الوصول إلى أكبر عدد ليتمتعوا بقراءة روحية يسمعون فيها صوت التاريخ الذي جرت أحداثه على أرض المدينة وهو متحف حي يبهر الملايين “.
source : www.alriyadh.com
Leave a Comment