دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لخطاب الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية والإسلامية في العاصمة السعودية الرياض، وسط ردود فعل عنيفة على البيان: “غزة ليست القضية، بل هي القضية”. بل فلسطين.” وفيما يلي نص الكلمة كما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية:
صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية
أصحاب الجلالة والسيادة والسمو
غزة لم تكن مشكلة يوما، فلسطين هي المشكلة وغزة هي تجسيد جوهرها وتعبير صارخ عن معاناة شعبها.
إن الحديث عنها منفردة يفقدك بوصلتك، لأنها جزء من كل ومحطة في سياق، والعدوان الأخير عليها ما هو إلا حدث واحد في سياق طويل يعود إلى خمسة وسبعين عاما من الجريمة الصهيونية. وبعد اثنين وثلاثين عاماً من السلام الفاشل، النتيجة الوحيدة المطلقة التي لا يمكن دحضها أو تفنيدها: الكيان أصبح أكثر عدوانية، والوضع الفلسطيني أصبح أكثر ظلماً وظلماً وبؤساً.
فلا الأرض عادت، ولا العدالة عادت، لا في فلسطين ولا في الجولان. وقد أنتج هذا الوضع معادلة سياسية مفادها أن المزيد من الوداعة العربية تجاههم يساوي المزيد من القسوة الصهيونية تجاهنا، وأن المزيد من الأيدي التي نمدها لهم يساوي المزيد من المجازر ضدهم. نحن.
وفي ضوء هذه المقارنة الواضحة جداً، لا يمكن دراسة العدوان على غزة بمعزل عن سياق المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين سابقاً، واستمرار هذا السياق – بلا شك – لاحقاً.
وفي ضوء هذه المقارنة الواضحة جداً، لا نستطيع عزل هذه الجريمة المستمرة من خلال التعامل «كدول عربية وإسلامية» بطريقة مجزأة وجزئية مع الأحداث المتكررة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. المنهجية تعني تمهيد الطريق أمامنا لاستكمال المجازر حتى تدمير الشعب وموت القضية.
إن الطوارئ في قمتنا اليوم ليست عدواناً ولا قتلاً، فكلاهما مستمر وكلاهما ملازم ومميز للكيان. لكن الأمر الطارئ هو أن الصهيونية تتفوق على نفسها في الهمجية، وتواجهنا بمسؤوليات ذات أبعاد غير مسبوقة، إنسانية وسياسية. على الأقل إذا وضعنا الأمن القومي لمنطقتنا جانباً.
ومن الناحية الإنسانية، لا شك في التزامنا بتحمل جزء كبير من استعادة الحد الأدنى من الضروريات، سواء من خلال المساعدات الفورية أو من خلال إعادة بناء البنية التحتية اللازمة لاحقا، لكننا لا نزال ندور في حلقة مفرغة من القتل. والمساعدات؟ ثم المجازر ثم المساعدات ثم الهجمات ثم التفسيرات؟ والسؤال الأهم هو: ماذا يريد الفلسطينيون منا؟ هل يحتاج إلى مساعدات إنسانية منا أولاً، أم يحتاج أولاً إلى الحماية منا ضد الإبادة الجماعية القادمة؟ هذا هو دورنا، وهنا يكمن عملنا السياسي، ولكن إذا لم يكن لدينا نفوذ حقيقي، فإن كل خطوة نخطوها أو خطاب نلقيه لن يكون له أي معنى. إن الحد الأدنى الذي لدينا هو أدوات سياسية فعلية، وليست أدوات خطابية. وأهمها وقف أي مسار سياسي مع الكيان الصهيوني، بكل ما يستلزمه المسار السياسي، سواء في القضايا الاقتصادية أو غيرها، بحيث تكون عودته مرهونة بالتزام الكيان. الالتزام بالوقف الفوري والطويل الأمد، وليس المؤقت، للجريمة ضد جميع الفلسطينيين في جميع أنحاء فلسطين، مع تمكين إيصال المساعدات الفورية إلى غزة.
أما الحديث عن الدولتين وإطلاق عملية السلام وغيرها من التفاصيل والحقوق، رغم أهميتها، إلا أنها ليست الأولوية في هذه اللحظة الطارئة، رغم أننا نعلم أن الحديث عنها وعنها لن يثمر أو يجدي نفعاً. لأنه لا شريك ولا كفيل ولا مرجعية ولا قانون، ولأنه لا يمكن رد الحق. المجرم أصبح قاضيا، واللص أصبح قاضيا، وهذا هو حال الغرب اليوم.
بإرادتنا فقط أيها الإخوة، وبغض النظر عن مطالبتنا للدول الغربية والمؤسسات الدولية وغيرها بتحمل مسؤولياتها، فإنها لا تتحمل سوى المسؤوليات الاستعمارية التاريخية، القائمة على قمع الشعوب ونهبها. إلا بإرادتنا، وبالرأي العام الشعبي الساحق في بلداننا تجاه الواقع الجديد الذي تفرضه المقاومة الفلسطينية في منطقتنا. كانت لدينا تلك الأدوات. فلنستخدمه ولنستفيد من التحول العالمي الذي فتح لنا أبوابا سياسية مغلقة منذ عقود. لنتمكن من خلالها من الدخول وتغيير المعادلات، وجعل النفوس الغالية التي نشأت في فلسطين جائزة مجزية لتحقيق ما لم نتمكن من تحقيقه في الماضي وما يمكننا القيام به في الحاضر والمستقبل يجب أن نحققه .
source : arabic.cnn.com
Leave a Comment